موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مقالات شمس بقلم شمس ابراهيم طلعت

Mira Mohamed
مسؤول · أمس الساعة ‏١:٤٥ ص‏
لي اهتمام عظيم بصفة الأحدية لما فيها من أنوار وأسرار وبحار العرفان ، فهذه الصفة الجليلة هي لله تعالى وأعظم باب في معرفة الله وهذه الصفة ( الأحد ) ذكرت في كتاب الله عز وجل مرة واحدة لا غير ، وذكرت في سورة الإخلاص المكية حيث لم تتناول هذه السورة لا جنة ولا نار ولا أحكام وتناولت فقط صفات الله العظيمة كتعريف منه سبحانه للخلائق ما الله ؟ كما تبين ذلك في أسباب النزول إذ نزلت هذه السورة كبرهان قاطع ومزلزل ردا على المشركين الذين طلبوا من الحبيب المصطفى صل الله عليه وآله وسلم أن ينسبوا له الله ، فكان الرد المزلزل يبين ويعرف حقيقة الله العظيمة التي لا تقبل الخوض أو الجدل فلا يسبق الصمدية إلا الأحدية ولا يسبق الأحدية إلا الألوهية فهو الله الأحد الصمد ، فالأحدية هي من غيب الهوية التي لا يعرف كنهها إلا الله بينما الصمدية فهي تقرب إلى مداركنا الحقيقة وهي تعني أنه سبحانه السيد ذو السؤدد السرمدي الذي لا تغيره الأحوال ولا ضد له وهو وحده المقصود في طلب الحوائج من جميع خلقه ، فسورة الإخلاص سورة مكية و قد تحدثت عن صفات الله عز وجل وبينت عظيم جلاله وقدره ( الله أحد الله ) فهو سبحانه الأحد الجامع لصفات الكمال المقصود على الدوام الغني عن كل ما سواه المتنزه عن صفات النقص وعن المجانسة و المماثلة وردت على النصارى القائلين بالتثليث و على المشركين الذين جعلوا لله الذرية و البنين ، وفائدة سورة الإخلاص هو ما أخبر به سيد الخلق صل الله عليه وآله وسلم : روي عن النبي صل الله عليه و آله و سلم أنه قال : من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ بثلث القرآن ، أخرحه الإمام أحمد و النسائي من حديث أبي بن كعب مرفوعا ، قال العلماء وذلك لما تضمنته من المعاني والعلوم و المعارف فان علوم القرآن ثلاثة : توحيد و أحكام و قصص ، و قد اشتملت هذه السورة الكريمة على : التوحيد فهي ثلث القرآن الكريم بهذا الإعتبار و قيل أن ذلك في الثواب أي لمن يقرأها من الأجر مثل أجر من قرأ ثلث القرآن الكريم و الله أعلم ، فاللهم وفقنا لتدبر كلامك واجعله ربيع قلوبنا بفضلك وكرمك وجودك و منك و لطفك وإحسانك و رحمتك و الله تعالى ولي التوفيق ، فالله الله ، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، ولقد وجدت في الآثار النبوية الصحيحة أن عليا ابن أبي طالب رضوان الله عليه رأى رؤيا قبل موقعة بدر حيث التقى بالخضر وطلب منه أن يعلمه دعاءا ينتصر به على الأعداء ، فقال له الخضر عليه السلام قل ( يا هو يا من لا هو إلا هو ) فلما أصبح أخبر بها الرسول صل الله عليه وآله وسلم ، فقال له الحبيب عليه أزكى صلوات الله ، إن الخضر جاء يعلمك إسم الله الأعظم .. فكانت على لسان علي رضوان الله عليه يرددها في موقعة بدر ونصر الله المسلمين نصرا مبينا وتحليلا لهذا الدعاء العجيب فيا هو نداء من غيب الهوية وهذا يعني أن الأحدية من غيب الهوية وفي هذا الدعاء العجيب تنزيه عميق دال على أن صفة الأحدية لا تكون إلا لله ولا تكون لأحد غيره لانفرادها بالذات في كنهها وهذا منتهى المعرفة بالله تنزيها وتوحيدا خالصا لله ، فهذا الدعاء سبحان الله فيه من العلم الشيء الكثير معرفة بالله الذي هو أحد في ذاته وصفاته وانفراده بهذه الصفة دون غيره ، وصفة الأحدية هي مفتاح لمعرفته سبحانه فهو انفرد بها وذكرت هذه الصفة بين جلالتين ( الله أحد الله ) كتذكير جلي على أن الذات المقدسة لها قدسية وجلال وكنه عميق وبحر عظيم من الأسرار .
Shams

لا يتوفر وصف للصورة.

عن الكاتب

مشرف الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى