القصة الحقيقية لبيع التروماى.................. رمضان أبو زيد مكنش عارف يومها وهو نازل ان اسمه هيتسجل في التاريخ كأشهر نصاب مصري على الإطلاق، النصاب الي باع التروماي..
رمضان كان مِتـعَوِّد يركب الترام رقم ٣٠ من شارع القصر العيني كل يوم ..
في يوم من الأيام وقف جانبه في إنتظار الترام واحد كان باين عليه إنه لسه جايّ طازة من الأرياف..
شاب قروي بسيط شايل فوق دماغه "قُفهَ" وباين عليه إنه على نياته خالص..
رمضان بنظرة النصاب المُحترف وبذكاؤه فهم إن الراجل القروي البسيط ده يُعتبر ضحية سهلة بالنسبة له، فقال يشوف الدنيا ماشية إزاي..؟
رمضان قدم للشاب القروي ده سيجارة وراء التانية بغرض فتح الكلام ما بينهم، وبالفعل الشاب القروي ده حكى له إنه جايّ مِن الأرياف عشان مش لاقي شُغل هناك، فقال يدور على لقمة عيش في المدينة يعني ..
طبعاً الشاب ده كان مُحمل بالأحلام الوردية وإنه شوية وهيقابل فاتن حمامة يعني..
فرمضان مَثِّل عليه وقاله شوف يا محاسن الصدف أنا برضه من نفس القرية، بس بقالي كتير هنا والدنيا معايا بقت تمام والفلوس بتجري في ايدي زيّ الرُز..
وعرض عليه إنه يقدر يساعده بِحُكم خبرته في المدينة ويدله على طريق الثراء السهل ..
الشاب القروي اقتنع وسلم نفسه لرمضان بكل سهولة..
اتعرفوا على بعض، والشاب ده كان إسمه حفظ الله..
فبدأ رمضان يعرض عليه المشروع الفُلاني وبلدياتنا يقوله لا والله مش هقدر اعمل المشروع ده لأني مش بفهم فيه، وِرَمضان عشان ذكي مكنش بيعارضه وإنما يعرض عليه مشروع تاني وبرضه صاحبنا يقوله لأ والله مفهمش فيه..
رمضان كان قرب يزهق، لكنه سمع جُملة من القروي البسيط ده غيرت كل شيء ..
حفظ الله قال.. الترام ده زحمة أوي، ده أكيد صاحبه بيكسب فلوس كتيرة أوي!.
عيون رمضان لمعت ومسك طرف الخيط وبكل سهولة قاله.. طب ما أنا ممكن أبيع لك الترام ده..!؟
حفظ الله قاله إزايّ ..؟
قاله عادي هنروح عند مُحامي ونعمل عقد بيع وتشتريه مني..
حفظ الله انبهر وقاله.. بجد..؟
فقاله رمضان.. آه ودي شغلانة بسيطة خالص، أنت هتاخد الأجرة دي كلها من الكمساري ده آخر الخط وشُكرًا يعني مفيش مجهود هتبذله نهائي..
حفظ الله فرح اوي وقاله.. طب يلا يا ولد عمي..
رمضان كان له صاحب معرفة شغال مُحامي في مكتب محامي كبير ..
فأخد حفظ الله البسيط ده وراح بيه على صاحبه ومعاه عقد وقدام المُحامي صاحبه ده كتب عقد بيع للترام ولكنه طلب من القروي ده مبلغ ٢٠٠ جنيه ..
حفظ الله قاله .. هما ٨٣ جنيه كل الي حيلتي دلوقتي يا ابن عمي!.
فرمضان قاله.. مفيش مشاكل هات ٨٠ بس دلوقتي والباقي هنخليهم على كمبيالات..
وبنظرة ملها فهلوة كده بص له وقاله.. عارف لولا انك.بلدياتي أنا الترام ده كنت هبيعه بألف جنيه ..
حفظ الله باسه وقاله تُشكر با ولد عمي..
وبالفعل "حفظ الله" دفع ومضى ونزل مع رمضان عشان يستلم وفي ايده العقد فرحان بيه..
رمضان استنى الترام رقم ٣٠ وركبه هو والراجل البسيط وشوية وراح للكمساري وشوشه وقاله .. بلدياتنا ده لسه جديد في القاهره لما ييجي آخر الخط نزله، وخلي بالك منه لحسن ده مش من هنا ونظير كده قدم رمضان للكمساري قرش صاغ كامل فوق تمن التذكرة عشان يخلي باله من حفظ الله..
بعدين راح رمضان لحفظ الله وقاله إن وراه مشوار مهم وأنه هييجي يقابله بليل في الترام برضه، بس هو يخلي باله من عدد الركاب الي هيركبوا ويعدهم كويس ويضرب كل واحد في ٨ مليم ويحاسب الكمساري اخر الخط..
عند نهاية الخط راح الكمساري يقول لحفظ الله ينزل بقى زيّ ما رمضان وصّاه عشان يُفاجأ بحفظ الله بيقوله فين الأجرة يا كمساري!.
الكمساري اندهش في الأول وبعدين مع تحور الموضوع اتحول الموقف لخناقة ما بينهم هما الاتنين عشان تنتهي في القسم ويبّان إن حفظ الله اتنصب عليه واحدة من احلى النصبات الي شوفتها في حياتي ..
اسماعيل يس وفنانين كتير تانيين مثلوا شخصية حفظ الله المُثيرة للدهشة وده غير إن ال bbc البريطانية كتبت عن الموضوع ده كعنوان رئيسي أيامها للجريدة وكان حدث عالمي..
الي في الصورة دي هو رمضان أبو زيد..
