.رحلة الى أرض العمالقة ...الحلقه الاولى مصطفى طلعت

.رحلة الى أرض العمالقة ...

.....الآقصر أرض الآله ...

...2019 هو عام كبيس على شخصى وغالبية أحبابى وأصدقائى الذين عرفتهم ولازلت أفخر بمعرفتهم ، ولذلك لم تكن نهايات العام 2018 وبدايات العام 2019 سعيدة بالمرة خاصة وقد فقدنا فى أواخر ديسمبر 2018 صديقنا الوطنى المصرى و المثقف الكبير فتحى فرج ثم تتوالى الآحزان علينا فنفقد صديقنا العزيز جداً و المثقف الكبير محمد غازى ثم توالت النواكب علينا فيرحل الصديق الناصرى فريد الجبالى ويرحل شقيق الدكتور مدحت مصطفى ويتبعه زوج شقيقة أخى وصديق عمرى الدكتور أحمد البغدادى ثم يصاب الدكتور مدحت فى حادث أنقلاب سيارته وهو عائد من القاهرة وينجوا بأعجوبة وبعدها بفترة قصيرة يصاب الدكتور على بحادث سير ويصطدم به موتسيكل مسرع ليفقد الوعى ويصاب ببعض الشروخ لايزال تأثيرها واضحاً عليه ، وخاتمة الكوارث كانت برحيل زوج شقيقتى والذى كان أكثر من أخى ومن أعز أصدقائى بعد رحلة معاناة مع المرض وقد أصابنى بالآنكسار والحزن العميق حتى أوشكت على أن أستسلم تماما لحالة من الآكتئاب وأبتعدت عن الكتابة ولم أكمل ما كنت أنتوى الآنتهاء منه وهو الجزء الثانى من قصة حياة المحب الثائر سيد درويش ، و أستسلمت تماما لهذا اليأس و الحزن العميق حتى أن طلب منى صديقى وأستاذى وأخى الآكبر الدكتور على الشخيبى أن نخرج فى رحلة الى أرض أجدادنا القدامى الآقصر فى ضيافة ثلاثة من أصدقائنا الفراعنة من أهل ألاقصر والقانطين مابين أخر الدنيا وأولها الآقصر والآسكندرية وهم رفاق الصبا والنضال الآساتذة حامد العوامى وشقيقاه خالد العوامى وكريم العوامى ، فى البداية حاولت الآعتذار بكل الطرق إلا أن تصميم الدكتور الشخيبى كان قاطعاً خاصة عندما عاتبنى " بجد والله لو مجيتش لآزعل منك "
الدكتور على الشخيبى هو أحد نقاط ضعفى فعلاقتى به تمتد منذ اليوم الآول الذى جاء فيه الى منزلنا عام 1979 وكان أحد المؤسسين الآوائل لآول جمعية لحقوق الآنسان فى مصروثانى جمعية فى العالم العربى كله وهى " جمعية أنصار حقوق الآنسان بالآسكندرية " والتى ترأسها والدى وظل رئيساً لها حتى وفاته فى العام 1993 ، وقد أستطرد الدكتور الشخيبى ليقول لى سيذهب معنا الدكتور مدحت مصطفى ثم صمت قليلآ وقال وإذا سافرت معنا سيأتى الآستاذ مصطفى عبد السلام من السويس ( مصطفى عبد السلام هو أحد المناضلين القدامى فى مصر وهو مثقف لايشق له غبار على الرغم من تخطيه السبعين بزمن إلا أنه صاحب ذاكرة أليكترونية فى الشعر والسياسية والتاريخ والتحليل الزمنى لكل العصور التى مرت على العالم العربى وخاصة الفترات الآموية والعباسية والفاطمية وهو أفضل من أستمعت له فى تنظير وتحليل المذاهب الدينية من سنة وشيعة ومعتزلة وأشاعرة وندعوا له بالصحة و العافية ) وكذلك سيكون برفقتنا وسيأتى من كفر الشيخ الصديق المرح و الشخصية الجميلة المهندس حمدى غازى وحمدى غازى شخص نهم لكل معلومة ثقافية أو سياسية ودأبه أنه لايستسلم أبدا لآى معلومة صغرت أو كبرت حتى يلم بكل أطرافها ويدرك كل أبعادها وهذه من صفات الشخصيات الواعية التى لاتؤمن بمفردات الكلمات من دون أن يعمل على تحليلها وفهم أبعادها
... بعد كل هذا التشويق قررت أن أنضم الى هذه الكوكبة الرائعة وعبثاً حاولنا بكل طاقتنا مع صديقنا الدكتور أحمد البغدادى والذى تمنينا كلنا أن ينضم لنا إلا أنه أعتذر وشدد فى أعتذاره لبعض الظروف الآسرية ولطبيعة عمله فى الجامعة كأستاذ ورئيس قسم التاريخ ، وتحدد الموعد للرحيل ليكون يوم 26/11/2019 بالقطار المتجه رأساً من الآسكندرية الى الآقصر وعزمنا أمرنا وحجزنا تذاكرنا حتى جاء اليوم المحدد لآلتقى انا والدكتور على والدكتور مدحت لنستقل القطار الى القاهرة وفى القاهرة نلتقى بكل من الآساتذة مصطفى عبد السلام و حمدى غازى ، ثم يتحرك القطار ليصل بعد حوالى أثنى عشر ساعة الى الآقصر أرض العمالقة ن لنجد فى أستقبالنا كتيبة من أهل الآقصر على رأسهم الجميل حامد العوامى وشقيقه خالد ليتحرك بنا موكب السيارات الى منزله القريب من المحطة ولاتبعده عنه إلا خمس دقائق فقط سيراً على الآقدام لتبدأ مغامرتنا والتى لم نتخيل أبداً أنها ستكون ممتعة وشيقة الى هذا الحد من المتعة والخيال .
.( يتبع فى الحلقة القادمة )