الزواج العرفى واثاره على المجتمعات الشرقيه المسلمه بقلم د/شمس طلعت
اولا تعريف الزواج العرفى
هو الزواج الذى يقوم مجرد اتفاق الشاب والفتاة على الزواج سواء أمام أصدقائهم أو أى شاهدين أو حتى بدون شهود، وتتم كتابة ورقة، يوقعها الطرفان تقول أنهما اتفقا على الزواج. ولا يحتاج هذا النوع من الزواج إلى تسجيل رسمى أمام المأذون أو فى المحكمة الشرعية. فهى عبارة عن ورقه تسمح للطرفين بممارسة كافة الحقوق المسموح بها لأى زوجين. وتتميز هذه الورقة بأنها غير مكلفة، ولا تحتاج إلى أى إجراءات للتوثيق. كما أن هذا النوع من الزواج لا يلزم الطرفين بأى أعباء، حيث يقيم الشاب فى بيت أهله، والفتاة فى بيت أهلها، ولا يلتقيان إلا عندما تكون لديهما الرغبة فى اللقاء لإشباع غرائزهما. ويتم اللقاء فى العادة فى بيت أحد الأصدقاء أو الصديقات.
واشتهر هذا النوع من الزواج بكثرة فى اوساط الطلاب والطالبات الذين كان من السهل عليهم جدا كتابة الاوراق ثم تمزيقها وقت اللزوم وفى البدايه لقى هذا النوع من الزواج اعتراضات كبيره لما احدثه من جلبة داخل المجتمع المصرى حيث تحول الى ظاهرة ثم تحول الى ممارسة معترف بها قانونا ولكن هذه الظاهره الجديده تحولت بمرورالوقت الى عاده اصلية بل وتخلى الزواج العرفى عن عرشه الذى احلته لفتره ليحل محل نوع اخر من الزواج الاسهل والاقل تكلفة من كتابة ورقه ثم تمزيقها .
وقد عرفته محل البحوث الفقه المعاصره باعتباره علما على الزواج هو اصطلاح حديث يطلق على عقد الزواج غير الموثق بوثيقه رسميه سواء كان مكتوبه او غير مكتوبه .
ويعرفه الدكتور محمد فؤاد شاكر فيقول: "هو زواج يتم بين رجل وامرأة قد يكون قولياً مشتملا على إظهار الإيجاب والقبول بينهما في مجلس واحد وبشهادة الشهود وبولي وبصداق معلوم بينهما ولكن في الغالب يتم بدون إعلان، وإجراء العقد بهذه الطريقة صحيح ".
ويعرفه الدكتور محمد عقله فيقول عن العقد في هذا الزواج (يتم العقد- الإيجاب والقبول- بين الرجل والمرأة مباشرة مع حضور شاهدين ودونما حاجة إلى أن يجرى بحضور المأذون الشرعي أو من يمثل القاضي أو الجهات الدينية... والزواج المدني - أو العرفي- بهذا المعنى لا يتنافى والشريعة الإسلامية لأنه في الأصل عبارة عن إيجاب وقبول بين عاقدين بحضور شاهدين ولا تتوقف صحته شرعا على حضور طرف ديني مسؤول أو على توثيق العقد وتسجيله.
ثانيا صور الزواج العرفى
زواج الكاسيت :
تحول الزواج العرفى بعد فترة إلى موضة قديمة، وحل محله موضة الزواج بشرائط الكاسيت. ومن خلال هذا الزواج لا يحتاج الطرفان إلى كتابة ورقة أو لشهود أو غيره من تلك الأعباء !!! التى رأى الشباب أنها تعوقهم. وأصبح من المعترف به، أن يقوم الشاب والفتاة الراغبان فى الزواج بترديد عبارات بسيطة كأن يقول الشاب لفتاته أريد أن أتزوجك، فترد عليه بالقبول بتزويج نفسها له. ويتم تسجيل هذا الحوار البسيط على شريط كاسيت. وبعدها يمارس كل منهما حقوقه الزوجية كأى زواج عادى.
زواج الوشم :
ومع التطور الذى يشهده العالم، تطورت الأساليب التى يمارسها الشباب فى الزواج، فظهر الزواج بالوشم. واشتهر هذا الزواج عن طريق قيام الشاب والفتاة بالذهاب إلى أحد مراكز الوشم ويقومان باختيار رسم معين يرسمانه على ذراعيهما أو على أى مكان يختارانه من جسميهما. ويكون هذا الوشم بمثابة عقد الزواج. وبموجب هذا الوشم يتحول الشاب والفتاة إلى زوج وزوجة لهما الحق فى ممارسة كافة الحقوق الزوجية.
زواج الطوابع :
أما آخر صيحة من صيحات الزواج المنتشرة هذه الأيام فهى عملية الزواج بالطوابع. ويتم هذا الزواج عبر اتفاق الطرفين على الزواج، ويقومان بشراء طابع بريد عادى. ويقوم الشاب بلصق الطابع على الجبين. وبعد عدة دقائق يعطى الطابع للفتاة التى تقوم بدورها بلصق الطابع على جبينها. وبهذا تنتهى مراسم الزواج. ويتحول بعدها الشاب إلى زوج، والفتاة إلى زوجة. وسط تهنئة وفرحة الأصدقاء الذين يساعدونهما على تحمل تكاليف الزواج عبر توفير مكان لهما ليلتقيا فيه بخصوصية، وليمارسا علاقتهما الزوجية بدفء، وخصوصية بعيدا عن العيون المتربصة.
هذه الأنواع المختلفة من الزواج أصبحت واقعا معروفا فى أوساط الشباب المصرى، ومن الواضح أن الموضة فى تطور، وأن هناك الجديد دائما بعض استطلاعات الراى فى موضوع الزواج العرفى وكانت كالتالى .
من الظواهر الخطيره التى انتشرت فى المجتمع المصرى فى ظاهرة الزواج العرفى وهى بالارقام فى تزايد مستمر وكانت النتائج كالتالى : نسبة الزواج العرفى بين الشباب والفتيات فى الاسر ومن وراء الاهل :
أ-كثيره (2889) شخص ب-قليلا (635)شخص ج-لا ادرى (1026) شخص
مجموع من شارك فى الاستطلاع (4551)
ولهذه الظاهره خطورتها البالغه على حاضر ومستقبل الامه لانها ليست زواج شرعا .
اسباب الزواج العرفى في نظر علماء الاجتماع
(1) الاسرة: حيث اصبحت الاسرة منغمسة فى مشاكل الحياة وبعيدة عن الابناء. كما انها تسمح بالاختلاط بين الشباب والبنات وقد تسمح بعض الاسر لابنائها بالملابس غير اللائقة واستعمال الماكياج للبنات وايضا مدى ترابط الابن او البنت بالوالدين قد يكون له تاثيرا سلبيا على الابناء.
(2) الوعى الدينى: يرجع الزواج العرفى الى جهل الشباب بامور دينهم. فهو زواج غير شرعى لذا لابد من العودة مرة اخرى الى غرس القيم الدينية فى نفوس ابنائنا خاصة فى مرحلة المراهقة.
(3) الظروف الاقتصادية: فالاوضاع الاقتصادية التى يعانى منها الشباب وتاخر سن الزواج كان السبب فى الخوف من عدم الزواج لذلك لجأ الشباب الى هذا النوع من الزواج ايضا البطالة وقلة الدخل او المغالاة فى المهر والشبكة كلها تؤدى للهروب الى"الزواج السهل".
(4) وسائل الاعلام: يحاول الشباب تقليد ما يراه فى وسائل الاعلام. لذا لابد من استغلال وسائل الاعلام والصحافة لتوعية الشباب عن مثل هذه الزيجات.
(5) توافر وسائل منع الحمل: قد يشجع ذلك الفتاة على الاقدام على الزواج العرفى دون افتضاح امرها.
(6) حرية الشباب: يشعر الشباب هذه الايام بالحرية فى كل شىء حتى فى التحدث فى العلاقات الشخصية .
=====================
تم تحرير هذه الدراسه فى
الاسكندريه فى تمام الساعه 8 ونصف صباح يوم عيد الاضحى
بتاريخ 2021/7/20
والله الموفق