من ديوان أنين الناي عشتار
(عندماتخيب الظنون)
خابت الظنون فلن القاكم بمنتصف الطريق
لان في عيني بريق
يكاد يشعل في المدى الحريق
جفني راعش مبلول بالدمع الغزير
فكيف القاكم مهموما ومخذولا
وانتم لستم معي
تطفئون جمرالجوى في أتون الصمت
فالقناديل باتت بلا زيت
وزيتكم لم يبقي منه حتى قطرة
وضوء الشمس ينعكس على الصخره
التي شقتها الزهره
ونفرت من بين الاخاديد التي شقهاالماء
كلنا نقطر دماء
ودموعنا حَرّْى
تسحقنا الجراح
تحت وطأة البكاء والنحيب
كلهم باتوايتمطون الأحصنه الخشبيه
وحصان النهرمازال يصهل
خوفا من ذئب النعاس
ان يخفي عن العيون البيضاءضوء الشمس
فيهجم النحس يجر لنا العتمه
فهل ياترى للشمس ميناء
تأوي اليه عند الغروب مع السفن
لتخبرني ان لي كبوه
وحصاني سيغادرمواكب الفرسان
بحثاعن المرفأ
انها اوراق الخريف
تتساقط من حولي معلنة الجفاف
على ضفاف البحرالاحمر
حيث انحسار شط المرجان
وذوبان العقيق
لان سقيا العذاب تحولت الى دم
حتى فاض السيل المجاور
وبلغ الزبى
فيالرغوة الأَجَاجْ
هذا ملح أُجَاجْ وهذا عذب فرات
وحصاني الحر يعدو في اتجاهين
مرة وراء جنديٌ منهزم
ومرة أخرى يسابق المهاجرين
والشيخ المعمم في الميدان يغلي
كي يراني اتمدد
فيعلن في الملأ اني مرتد
بعد ان تعبت من النظر الى الاشلاء
والى طواحين الهواء
تطحن الدقيق لتذروه الرياح
فياللأشباح والغربان
التي أوقدت على النار حتى ابيضت
ثم احمرت حتى اصبحت سوداء قاتمه
وياللظلمه في سواد الغربان
ويابياض عيني اليمين التي عشقت قميصى
تنتظرمني ان أمسح الدمع عن عيني اليسرى
فكل الاحصنه ابيضت عيونها
فيالحزني لغيابي عن عين الشمس
والميدان والساحة الحمراء
فكل شيء من الماء حَيٌّ
أعلن موات الروح ولم يروي لي ظمأي
حتى تهدمت الخيام على الشطوط
وتكسرت الاحصنه الخشبيه على الموج
