جحا فى العصور والمجتمعات المختلفة
شخصية حقيقية أم خيالية
جحا هو شخصية فكاهية
انتشرت في كثير من الثقافات القديمة
ونسبت إلى شخصيات عديدة
عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة
ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له
هي شخصية رجل فقير كان يعيش أحداث عصره
بطريقة مختلفة ويتماشى مع تلك الأحداث الشبه حقيقية
فهو كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر فانتشرت قصصه
ومواقفه التى كان يتعامل معها في حياته اليومية
وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر مما نتج عنه
تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله
فكل شخص كان يروي قصصه بطريقته الخاصة
كل الشعوب وكل الأمم صمّمت لها (جحا) خاصاً بها
بما يتـلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية فيها
ومع أن الأسماء تختلف وشكل الحكايات ربما يختلف أيضاً
ولكن شخصية جحا الذكي البارع الذي يدعي الحماقة
فقد كان يحل مشكلاته بذكاءٍ مبطّن بغباء خارجي
في التخلص من المواقف التي تواجهه ولأنه رجل واقعي
فقد كانت قصصه تنطبق على ثقافات الشعوب المختلفة
مما جعل كل ثقافة أو منطقة تتخذ شخصيّة جحا مصدر إلهام
لها لتجسد قصصه التي تحاكي واقعها، من خلال عكسها
على شخصيات أخرى من شخصياتها، سواءً كانت شخصية
حقيقية مشابهه لشخصية جحا أو شخصية خيالية تقليدية
وهذا ما جعل قصص جحا تنتشر في مختلف الثقافات والشعوب
في الأدب العربي
نسب جحا إلى أبو الغصن دُجين بن ثابت الفزاري
الذي عاصر الدولة الأموية
ولد في العقد السادس من القرن الهجري وعاش في الكوفة
وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية
وفي الأدب التركي ومن إسطنبول نسبت قصص جحا
إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي
الذي عاش في قونية معاصرا
الحكم المغولي لبلاد الأناضول
وملا نصر الدين في إيران
من طرائف ونوادر جحا
عندما كان راكباً حماره وناداه أحد الرجال الذين
مر بهم وأخبره بأنه عرف حماره ولم يعرفه
رد عليه جحا قائلاً إنّ الحمير تعرف بعضها
دخل لص إلى منزل جحا في إحدى الليالي
وعند شعور جحا بذلك قام من مكانه واختبأ في داخل خزانته
وعنما بحث اللص في جميع أرجاء
المنزل عن شيئاً يسرقه ولم يجد
اتجه نحو الخزانة وفتحها، فوجد جحا جالساً بداخلها
فاستجمع اللص قواه وخاطب جحا قائلاً ما
الذي أجلسك داخل الخزانة أيها الشيخ
فأجابه جحا بأنه عرف أنه لصاً يريد سرقة المنزل
وأنه لن يجد شيئاً يسرقه
فاختبأ داخل خزانته خجلاً من هذا الموقف
رأى في منامه أن شخصاً
أعطاه تسعة دراهم بدلا من عشرة
كان يطلبها منه فاختلفا
ولما احتدم بينهما الجدال انتبه من نومه مذعوراً
فلم ير في يده شيئاً فتكدر ولام نفسه على طمعها
ولكنه عاد فاستلقى في الفراش وأنزل تحت اللحاف
ومد يده إلى خصمه الموهوم قائلا: هاتها تسعة ولا تزعل
سأله تيمورلنك يوماً قائلاً: تعلم يا جحا أن خلفاء بني العباس
كان لكل منهم لقب اختص به، فمنهم الموفق بالله
والمتوكل على الله والمعتصم بالله وما شابه، فلو كنت أنا منهم
فماذا يجب أن أختار من الألقاب؟ فأجابه على الفور
يا صاحب السمو لا شك بأنك كنت ستدعى بلقب نعوذ بالله