من ملفات المخابرات المصريه العامه
اليد العليا لمن يملك البحر، اليد العليا لمن يملك السلاح، اليد العليا لمن يملك السماء، اليد العليا لمن يملك المعلومات. منذ لحظة الميلاد الأول، ملكت مصر أسرار القوة والمجد واقترن اسمها بالرخاء، ظلت محط أنظار الطامعين.. في انتظار لحظة الضعف، تكالب عليها الطامعون خمسة آلاف سنة ويزيد، ظلت مصر تدفع عن نفسها حقد الطغاة والغزاة. مصر الجائزة الكبرى، من أجلها تتحرك الجيوش، نابليون بونابرت وأسطوله الحربى الضخم، ومن بعده الاستعمار الإنجليزى، تتنوع صور المحتل، بينما مصر البهية تصبو دائمًا نحو مفهوم الدولة العصرية الحديثة، أدركت قوى الظلام أن مصر أبية إذا استمرت في صعودها. فكرة قديمة بدأت منذ فجر التاريخ، الملك «تحتمس» يكلف قائده «توت» بإنشاء أول جهاز استخبارات، «هدهد سليمان» يأتى من «سبأ» بنبأ يقين، في غزوة «الأحزاب».. النبى يخاطب أصحابه: من يأتى بخبر من القوم وله الجنة؟ العقول هي من تدير المعارك، الحرب العالمية الثانية وميلاد أجهزة المخابرات في العالم، المخابرات البريطانية، المخابرات الألمانية، المخابرات الروسية، المخابرات اليابانية، بدأت أمريكا تشعر أنها تأخرت كثيرًا في هذا السبق، فأنشأت وكالة المخابرات الأمريكية «سى. أي. إيه»، اليهود مرة أخرى ينشرون الفتن والمؤامرت، ويخربون هنا وهناك، حتى ضاقت بهم أوربا، فسارعت بتنفيذ وعد بلفور، بإنشاء وطن قومى لليهود على أرض فلسطين، فكان وعد من يملك لمن لا يستحق. بدأت تتوالى عمليات تهجير اليهود إلى فلسطين، ودائمًا كانت مصر في الموعد، وكانت المواجهة، مصر في فلسطين مع بقية الجيوش العربية، أمام دعم العالم لإسرائيل فكانت نكبة 1948، وكان الجيش المصرى، رغم الهزيمة، على مرمى حجر من القدس الشريف، فأدركت إسرائيل أن كل الخطر يأتيها من الجنوب، وأن مصر هي عدوها الأول، فسعت منذ إنشائها إلى تدعيم وجودها في فلسطين بإنشاء العديد من الأجهزة الأمنية، في شكل عصابات مسلحة: «الهجنة»، «الشاباك»، «إشتن»، والتي أفرزت الوكالة الإسرائيلية للإستخبارات «الموساد»، يخطو خطواته الأولى، بينما مصر تخطو نحو فجر جديد.. ثورة يوليو 1952. تحررت مصر من قوى الاستعمار والملك وأعوانه، وتسطع شمس الثورة في كل ربوع الوطن، فمصر تحارب في اليمن، وتساهم ثورتها في تحرير الجزائر، وتطهر السودان من بقايا الاحتلال، العالم يشتعل حقدًا امام المد الثورى المصرى، وكان صوت «عبدالناصر» أقوى من كل المؤامرات، وكانت مصر فوق كل الأحقاد، ولأنها دائماُ في القلب، كان قرار عبدالناصر بإنشاء جهاز المخابرات العامة عام 1954، بهدف حماية الأمن القومى لمصر. «الخطر دائما يتربص بها لكننى عقابها الحارس، أنقض عليه كالصاعقة محققًا نبوءة حورس بأنك مصر دائمًا في أمان، وملء القلب والعين»، شعار المخابرات العامة المصرية، التي كانت على موعد فور ميلادها مع تحد جديد من نوعه، فضيحة «لافون»، كانت أول صفعة لجهاز الموساد، فجهاز المخابرات المصرية الوليد، يحكم سيطرته على الشبكة التخريبية، التي زرعها «الموساد» بمصر، وكانت تهدف إلى تدمير منشآت بريطانية وأمريكية، لتدمر العلاقة بين مصر وهذه الدولة وتؤخر قرار إنجلترا بالجلاء عن مصر. إما نحن وإما هو وبينما كانت مصر تتبوأ مكانتها الطبيعى،وتحسن وضعها الإقليمى والدولى، كانت المؤامرات تحاك في أوربا، حتى إن إيدن، رئيس وزراء بريطانيا قال بالحرف الواحد: «إما نحن أو هو»، في إشارة إلى عبد الناصر. البنك الدولى يمتنع عن تمويل السد العالى، بضغط من الدول الاستعمارية، حاولت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل إخضاع مصر والسيطرة على مقدراتها ولكن الإرادة المصرية لم ترض بغير العزة والنصر. من جديد.. يتجلى دور المخابرات العامة المصرية، التي قادت وخططت للعديد من عمليات المقاومة ضد إسرائيل، ورغم ما تكبدته مصر من العدوان الثلاثى، إلا أن مصر خرجت من الحرب بنصر سياسي كبير، كان عبدالناصر شوكة في ظهر قوى الاستعمار. «كان جهاز المخابرات المصرية العامة على موعد مع نقلة نوعية جديدة، فقد أنشئ له مبنى منفصل، يحوى أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا وسائل ومعدات التجسس، كان أحد مهام الجهاز، تكوين نظام مخابرات سياسية، عسكرية، علمية، اجتماعية على درجة عالية من التنظيم. العميل 313 ولأنها ولدت عملاقة، نجحت المخابرات المصرية في زرع العميل 313 «رأفت الهجان»، أو «رفعت على سليمان الجمال، احتوته أحضان المخابرات العامة وأبرزت بخبراتها قدرات الهجان الفائقة، استطاع النفاذ لأعلى دوائر صنع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، زود القيادة العامة للمخابرات المصرية، بخرائط تحصين خط بارليف، قضى عمره كله ينقل لنا تفاصيل الكيان الصهيونى، واعتزل وعاش حياته ومات، دون أن تكشف إسرائيل أمره. في العام 1960، مخابرات مصر تحكم قبضتها على أكبر شبكة من عملاء إسرائيل، حاولوا تجنيد الفنان سمير الأسكندرانى، خارج البلاد، ولكن الشرفاء لا يبيعون الذهب بالتراب، الفنان المصرى يبلغ المخابرات العامة بالتفاصيل وتدور واحدة من أذكى معارك العقول، التي ادت بعد عامين إلى سقوط 5 شبكات تجسس، كانت تتلقى أوامرها من كبار القادة في إسرائيل، وسقوط عشرات الجواسيس، وإقالة رئيس جهاز الموساد، وكانت فضيحة مدوية لإسرائيل، نجح رجال المخابرات المصرية في استدراج عميل المخابرات الإسرائيلية الألمانى بروفل، من خلال دفع العميل المزدوج إسماعيل صبرى على الموساد، تم القبض على المتهم ومعه جهاز لاسكلى للتراسل، وأجهزة عالية الشفرة، ومثل غيره من الجواسيس، عوقب بروفل بالسجن المشدد. صمود ما بعد النكسة في وقت كانت تسعى مصر فيه للنهوض، أبت القوى الاستعمارية إلا أن تصيب الحلم المصرى في مقتل، وشنت القوى الصهيونية، الذراع العسكري لإسرئيل في المنطقة، هجوم 5 يونيو، 1967، لكن الشعب الذي عرف طريقه للصمود، يرفض الهزيمة، يعيد ترتيب البيت من الداخل، يد تبنى ويد تحمل السلاح. بدأت مصر بعد النكسة، بالصمود وتوفير القدرة الدفاعية وجاءت مرحلة الاستنزاف، وهى الحرب التي زلزت الأساطير المؤسسة للجيش الإسرائيلى، وكبدته أعظم الخسائر في الأرواح والمعدات، كانت المخابرات العامة حاضرة خلف الستار وشاركت في تخطيط عدد من روائع عملية الاستنزاف وتأمينها، ومنها: عملية تدمير الحفار الإسرائيلى، التي نفذتها الضفاع البشرية المصرية، الحفار في مدينة أبيدجان بساحل العاج، مارس عام 1970. الثأر لا يموت وعين المخابرات العامة المصرية لا تنام، إسرائيل تصرخ الصهيانة يتخبطون في تل أبييب، المخابرات المصرية تعمل في صمت، المصريون مستمرون في التحدى، إسرائيل تعلن لأول مرة أن هذه أول معركة ينتصر فيها العرب، جولدا مائير ووليام روجر يستجديان وقف إطلاق النار، حرب الاستنزاف تؤتى ثمارها، مصر تبدأ التمهيد والإعداد للعبور، ولكن يرحل الزعيم جمال عبدالناصر في سبتمبر عام 1970، ويتولى الرئيس السادات المهمة، يكمل المسيرة، رجل يعرف كيف يراوغ العدو ويرهقه، عاش مطاردًا من الإنجليز قبل الثورة، يجيد المباغتة والتخفى والخداع.. ومن هنا أدرك أن مفتاح النصر هناك.. في كوبرى القبة، في المخابرات العامة المصرية. الرادارات البشرية عام 1971، يصدر السادات القانون رقم 100، تعديلًا للقانون رقم 159 لسنة 1964، بشأن جهاز المخابرات العامة، المخابرات العامة هيئة مستقلة، كانت مصر تتهيأ للحرب فيما كانت عيون المخابرات العام داخل تل أبيب، وفى المواقع الإسرائيلية تنقل التفاصيل وتكشف الأسرار العسكرية، واستطاعت هذه الرادارات البشرية أن تحصل على محاضر القيادة العليا لجيش الدفاع الإسرائيلي، وأن تعرف المزيد عن ألياته ومطاراته ومخازن أسلحته، إلى جانب الكشف عن قوائم كاملة بأسماء وحداته وأماكن تواجدها وأسماء ضباطها. «في المقابل فشلت المخابرات الإسرائيلية في الكشف عن نوايا قواتنا المسلحة، رصدت عيون المخابرات العامة قيام سكرتير ثانى السفارة الأمريكية ومعها عدد من ضباط المخابرات الأمركية، بتجنيد ثلاثة جواسيس مصريين للحصول على معلومات عسكرية، بعد تدريبيهم على وسائل الاتصال والشفرة والكتابة السرية، وألقت المخابرات القبض على الجواسيس المصريين وأحالتهم للمحاكمة وحكم عليهم بالإعدام، وطُردت الدبلوماسية الأمريكية من القاهرة. بئر الخيانة أثناء الإعداد لحرب أكتوبر، نجحت المخابرات المصرية في الكشف عن أغلى جاسوسة، هبة سليم، التي تم تجنيدها، أثناء دراستها الجامعية، بالعاصمة الفرنسية باريس، كلفها الموساد في البداية بجمع معلومات عن الجالية المصرية في فرنسا، ثم استغلها بالإيقاع بالمهندس فاروق الفقى، الذي كان يسعى دون جدوى لخطبتها، أمدها «الفقى» بمعلومات عن بعض أماكن تجمعات القوات المسلحة وسقط مثلها في بئر الخيانة، رصدته المخابرات المصرية وضبطته متلبسًا وبحوزته أدوات ومعدات كتابة سرية، وجهاز راديو للاستقبال، وكتاب الشفرة، وبالقبض على فاروق الفقى، امتنع سيل من المعلومات من الوصول إلى إسرائيل وخاصة «ساعة صفر السادس من أكتوبر». عملت المخابرات العامة المصرية على استدراج هبة سليم من فرنسا إلى ليبيا ومنها إلى مصر، تم تقديمها وعشيقها إلى المحاكمة وحكم عليهما بالإعدام، الإعدام عقوبة الجاسوس في حالة الحرب، ومن 7 إلى 25 عام في حالة السلم. «الشوان» «جمعة الشوان» أو «أحمد الهوان»، نموذج لعبقرية أداء وانتماء المواطن المصرى في تفاعله مع مقتضيات الأمن القومى، رفض الشوان أن يفرط في أرضه أو يقايض على وطنه، حين حاول الموساد تجنيده، كان طبيعيًا أن يلجأ إلى المخابرات المصرية كما يليق بأى مواطن شريف، كان سفره إلى إسرائيل وحصوله على أثمن جهاز للتجسس، دليلًا دامغًا على قدرة المخابرات المصرية وقوتها في ملحمة صراع العقول. المارد المصرى يسترد أنفاسه، وينفض ليله الطويل ويبدأ بالاستعداد لتحرير الأرض، كانت حرب أكتوبر وسوف تظل، حدثا فارقًا تجلت فيه عبقرية أداء القوات المسلحة، كانت صراع بين إرادتين، حسمته سواعد الرجال في البر والبحر والجو، إنهم صقور مصر، وهبهم الله حدة البصر وقوة البصيرة، فكانت خطة الخداع في حرب أكتوبر، أحكم خطة في تاريخ المخابرات المصرية، عمليات تمويه دقيقة ومتقنة من المخابرات المصرية، التي كان لها الدور في التمهيد لهذا الانتصار التاريخى، وتخليده والحفاظ على مكتسباته. الخامس عالميًا فترة انتقالية لعبت فيها المخابرات المصرية، دورًا وطنيا رائدًا في الحفاظ على الجيهة الداخلية ولم شمل العائلة المصرية، وعيونها على المتربصين من الخارج، يخطئ من يظن أن المخابرات المصرية تخففت من بعض أعبائها بانتهاء الحرب، ولكنها كانت تستعد لمرحلة جديدة للحفاظ على السلام، والأمن القومى. منذ الثمانينات.. تحديات كثيرة تنوع معها عمل الجهاز، وتزايدت مسؤولياته، الحرب هذه المرة تعددت صورها، وتقدمت أساليبها، وواكبت المخابرات المصرية كل جديد في عالم تكنولوجيا المعلومات، حتى تقدم ترتيب المخابرات المصرية ليصبح الخامس على مستوى العالم، وتتصدر بذلك أجهزة مخابرات الشرق الأوسط، لتصبح قلب وعمق يحمى مصر ولا ينتمى إلا لمصر. السرية الشديدة لعمل جهاز المخابرات تحول دون الكشف عن مئات العمليات، خاصة في مجال الإرهاب الدولة، إحدى الخلايا الإرهابية خططت لتهريب كميات من الصواريخ داخل خزان وقود إحدى السيارات وكان الهدف ضرب باخرة نيلية سياحية، ولكن نجحت المخابرات المصرية بالتنسيق مع بقية الأجهزة الأمنية في إحباط العملية والكشف عن بقية عناصر التنظيم الإرهابى. عزام عزام «واحدة من أخطر شبكات التجسس التي تواجه الوطن، تمكن رجال المخابرات من اكتشاف محاولة المخابرات الإسرائيلية تجنيد المتهم عماد إسماعيل نظير الأموال، وتمكنت من القبض على المتهم الإسرائيلى عزام متعب عزام، الذي سلم المتهم الأول، «بديهات حريمى»، مشبعة بالحبر السرى داخل مصر، دخل القاهرة، وبالقبض على المتهمين وتقديمهما للمحاكمة حكم على المتهم الأول بالأشغال الشاقة المؤبدة، و15 عامًا للجاسوس الإسرائيلى، كما حكم غيابيًا على عناصر الاستخبارات الإسرائيلية، بالأشغال الشاقة المؤبدة. المد الشيعى «رياح عدوانية تأتى من الشرق، من إيران، قامت المخابرات المصرية بمتابعة التوجه الشيعى، داخل البلاد وخارجها، ورصدت قيام المتهم محمود عيد، بالتعاون مع عنصر المخابرات الإيرانى محمد رضا حسين، وهو من عناصر الحرس الثورى الإيرانى، وإمداده بالمعلومات التي تضر بالأمن القومى المصرى، مقابل حفنة من الأموال، تم القبض على المتهم الأول وتقديمه للمحاكمة وحكم عليه بـ35 عامًا، وغيابيًا على المتهم الثانى بالمؤبد. «الغلبة للأذكياء في نهاية اللعبة، واللقاء على رقعة الشطرنج، يحكمه الأقوى في صراع العقول، ومهما تنوعت حيل جواسيس المخابرات الإسرائيلية، فإن مصيرهم هو السقوط، هذا مالم يدركه الجاسوس محمد سيد صابر، المهندس في هيئة الطاقة الذرية، والذي اختار أن يقع بكامل إرادته في فخ التجسس لحساب الموساد، تتبعت المخابرات المصرية خطواته في هونج كونج، رصدت لقاءاته بالمخابرات الإسرائيلية، التي قامت بتجنيده وتسليمه جهاز كمبيوتر، مزودًا ببرامج إخفاء وتشفير، كان الهدف إمداد الموساد بمعلومات عن أنشطة هيئة الطاقة الذرية، والمفاعلات النووية، ألقت المخابرات المصرية القبض عليه فور وصوله وواجهته بقرائن الإدانة، وفى عام 2007 حكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد. «مقاطعة أونج لاند الصومالية، معقل قراصنة البحار، هنا تختطف السفن وتحتجز الرهائن من كل الجنسيسات، وهنا كان للمخابرات المصرية دورها البارز عام 2010 في التفاوض وتحرير ثلاث سفن مصرية هي: «المنصورة، لوستار، والسويس». ثورة يناير «عيش..حرية..عدالة اجتماعية، ثورة حضارية، حاول المتربصون أن يحيلوها عبر الفراغ الأمني إلى مأتم كبير، ولكن لا الصقور هدأت ولا غفلت عيونها الحارسة، تضاعفت مسؤوليات المخابرات بعد ثورة 25 يناير، بعد حالة من الذعر الشديد انتابت الشارع المصرى، جراء الإنفلات الأمني واحتمال نفاد المخزون الإستراتيجى من المواد والسلع الغذائية الرئيسية وفى مقدمتها القمح، كان هذا هو المشهد في الأسابيع التالية لثورة الخامس والعشرين من يناير، حيث عانى القطاع الحكومى من الفوضى الإدارية، والشلل التام، لكن تضافرت جهود المخابرات المصرية مع وزارة الدفاع لتحقيق الأمن الغذائى للشارع المصرى، للوصول بسفينة الثورة المصرية إلى بر الأمان». «وعادت الصقور المصرية لتنشب مخالبها الحادة فوق أوكار الجواسيس، كان الكشف عن هذا الرجل ضروريا، بما يكفى لحماية مقدرات ثورة 25 يناير.. رفعت المخابرات المصرية حاجز السرية هذه المرة، وكشفت عن حقيقة الجاسوس إيلان جرابيل، الجندى السابق بجيش الدفاع الإسرائيلي، تخفى وراء عمله بمنظمة أندرسون للاجئين العرب بوسط القاهرة، والتي أصبحت الماوى للعديد من المنظمات غير الحكومية، التي كانت ساترًا لأعمال التخريب والتخابر، وإتخذ إيلان جراديل من جواز سفره الأمريكى، غطاء لعمله الجاسوسى، القائم على التفتيش في نوايا الثوار الأنقياء. في قلب ميدان التحرير، كانت المخابرات العامة المصرية، في انتظاره، تابعته وهو يحاول جمع المعلومات عن الأوضاع السياسية، والاقتصادية والأمنية، إيلان جرابيل كان مدفوعًا من جهاز الموساد، كى يتلقى تدريبًا لتعلم اللهجات وثقافة الشعوب العربية ولا سيما الثقافة المصرية، ثم أصبح مسؤولًا عن التعامل مع المصادر والعملاء وجمع ما لديهم من معلومات. لكنه في النهاية سقط في قبضة المخابرات المصرية، التي اتخذت حياله الإجراءات القانونية، وقدم للمحاكمة، وتم تسليمه مقابل الإفراج عن بعض السجناء المصريين، المسجونين لدى السلطات الإسرائيلية، وكان أهم الدروس المستفادة من القبض على إيلان جرابيل، ضرورة أن يتمتع كل مواطن بالحذر في الإدلاء للغرباء بمعلومات لها طابع السرية، أو الخصوصية عن الأوضاع الداخلية للبلاد». بيوت العنكبوت «فراغ أمني حاولت القوى المعادية للثورة، أن تملأه بالعملاء لكن شبكات التجسس سرعان ما إنهارت كما تتهاوى بيوت العنكبوت. «تخرج الأفاعى من جحورها، تحت جنح الظلام، تحاول أن تملأ الفرغ الأمني بالجريمة الدولية المنظمة، عبْ جديد يضاف على كأهل الصخور بعد ثورة 25 يناير، وبالتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية، تنجح المخابرات المصرية في إحباط أكبر مخطط إجرامى لإغراق مصر في المخدرات، تسهم المخابرات المصرية في القبض على عنصرين أجنبيين، بحوزتهما بنادق قناصة مفككة، وطلقات من عيار نفس الأسلحة، وهذه العملية كانت معدة لاستخدام السلاح لاغتيال بعض الشخصيات المهمة. المخابرات المصرية تحتضن الوطن، تنجح في التصدى لكافة تحديات الأمن القومى، عبر شتى الملفات، في القلب منها: الجريمة الاقتصادية، المنظمة، التي تهدف إلى ضرب الأمن الاقتصادى، الذي هو عصب الأمن القومى، عشرات الجرائم الاقتصادية المصرية، والمخابرات المصرية، كانت دائمًا خط الدفاع الأول، عن اقتصاد مصر. اندلعت الثورة الليبية، وكانت العمالة المصرية تعانى من وطأة الحصار، في بنى غازى ومسراته، في طرابلس والبيضاء وباقى مدن المواجهة الليبية، مهمة أدارتها المخابرات المصرية، بالتعاون مع وزارتى الدفاع والخارجية وانتهت بتوفير ممرات جوية وبرية وبحرية آمنة، لعودة 800 ألف مواطن مصرى، إلى أرض الوطن. على جسر من الأشواك، نمضى إلى القدس، فلسطين بالقلب، وفوق الجبين، قضية حملتها المخابرات المصرية، فوق أكتافها لأكثر من نصف قرن، داخل هذه القاعة من مبنى المخابرات العامة المصرية، تحاور الأشقاء الفلسطنيين، من كافة الفصائل وكتبوا عبر الحوار المشترك، فصلًا جديدًا من فصول الوفاق الوطنى. على مدى تاريخها كانت المخابرات المصرية سندًا للقضية الفلسطينية، حربًا وسلمًا، ورغم انشغال مصر بإعادة ترتيب الأوراق الداخلية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حرصت المخابرات العامة على أن تجنب فلسطين سيناريو حرب أهلية، كانت تنذر بعواقب وخيمة على المشهد العربى، دعمت المخابرات المصرية حق فلسطين في دولة مستقلة كعضو في الأمم المتحدة ولم تتوان عن ترتيب البيت الفلسطينى، صفقة تبادل للأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيليى جليعاد شليط، ونجحت المخابرات المصرية في تحرير 1000 أسير فلسطينى. «وتصمد مصر عبر الزمان، تجسد أسمى المعانى، تواجه كيد الحاقدين، وتقوى برغم توالى المحن، وفى رائعة النهار تتجلى دلالات هذا الشعار، وخلف الستار يظل رجال المخابرات العامة المصرية، يرقبون المشهد، يحللون المعلومات ويجابهون التحديات، ينفذون العمليات، يحققون الانتصارات، دون أن نرى صورهم أو نعرف هوياتهم، إنهم لا يغيبون عن اوطانهم، ولا ينامون عنها طرفة عين، هم عيوننا الساهرة عبر الزمن يحققون دائمًا معنى كلمة وطن».