حجاب المرأة المسلمة
الحجاب جزءٌ من لباس المرأة المسلمة الذي فرضه الله تعالى على كلّ مسلمة بالغة لإخفاء زينتها، ولا تكتمل حشمة المرأة إلا إذا تزيّنت بحجابها الإسلامي الذي يُعرف بأنه هوية المرأة المسلمة، كما أنّ جميع علماء الإسلام أجمعوا على أنّ الحجاب فرض في الإسلام، وفي هذا نكران لادّعاءات البعض في أنّ الحجاب مجرّد عادات وتقاليد، بل هو جزءٌ من الإسلام.
.
الحجاب يحفظ المرأة من الوقوع في الإثم، وهو يحفظ زينتها من أن تتعرض لها أعين الرجال ويفتنون بسببها، ولهذا فإنّ الحجاب نوعٌ من الستر الذي يجب الالتزام به لتكون المرأة المسلمة مقتدية بأمهات المؤمنين والصحابيات -رضوان الله عليهنّ- لأنهنّ كنّ ملتزمات بالحجاب الإسلامي الذي لا يصف ولا يشف وليس زينة في نفسه، لأنّ الآية من ارتدائه هو الستر وليس لفت النظر.
.
المرأة المسلمة دون حجابها لا تكون ملتزمة بأوامر الله تعالى كاملة، لأنها تغاضت عن تنفيذ أمرٍ لم يفرض عن عبث، فالحجاب في زمن التبرج حاجة ضرورية لحفظ كرامة المرأة المسلمة وصيانتها، وحفظ حيائها، لهذا فالمرأة المسلمة ملكة بحجابها لأنّ الحجاب هو لباس التقوى والإيمان والشرف.
.
الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة بمثابة التاج الذي يزينها، وهي أجمل به وأكثر وقارًا، وهو الوسيلة التي تستطيع المرأة بها أن تدخل الجنة وتنال رضا الله تعالى، وهو أيضًا دليلٌ على رقي المرأة وجمالها، ودليلٌ على حيائها وأدبها. وردت في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي أمرت بالحجاب بوصفه سترًا للمرأة، وهذا دليلٌ على أهمية الالتزام به من قبل المرأة المسلمة، منها آيات في سورة النور وأخرى في سورة الأحزاب.
.
المرأة المسلمة التي تتزين بحجابها عليها أن تكون طاهرة القلب وبيضاء نقية لتنعكس آثار الحجاب والستر عليها، ويجب أن تعمر قلبها بالإيمان حتى تكون قدوة للأخريات، فالحجاب فيه طهارة للقلوب، وتعظيم لشعائر الله تعالى، وفيه حفظللأخلاق الحميدة وبعد عن أسباب الفتنة والفساد.
.
المرأة المحجبة مثل قارورة العطر المشبعة بالرائحة الزكية، وهي الوردة المغلفة بالندى والجمال، فليس أجمل من أن تفتخر المرأة بحجابها بصفتها امرأة مسلمة لها كيان ووجود، ولا يمكن أن يُعيق الحجاب المرأة عن ممارسة حياتها والانطلاق نحو التميز والنجاح. المرأة بحجابها مثل الجوهرة المكنونة المحفوظة من جميع الأعين، وهي بمثابة الكنز الذي يسعى الجميع لاكتشافه.
.
المرأة التي تعرف قيمة نفسها جيدًا تلتزم بارتداء حجابها كما أمرها الله تعالى، لأنّ الجمال كله في الاحتشام، ومن يحاول أن يزين للمرأة خلع الحجاب هو في الحقيقة يُحاول زرع الفتنة وجرّ عقل المرأة إلى حيث الفكر الشيطاني الذي يُهاجم فرائض الله تعالى. بُعد المرأة عن حجابها مؤشرٌ خطير إلى عدم التزامها بأوامر الله تعالى، لهذا على المرأة المسلمة أن تلتزم بما أمر الله، وأن تكون مثالًا للمرأة المسلمة.
.
تمسّك المرأة بحجابها والتزامها به يحتم عليها أن تكون مثالًا في أخلاقها وعفتها، وأن تتعلّم منها النساء الأخلاق الحسنة، فالحجاب رادعٌ للمرأة عن الوقوع في المعاصي، وواجبٌ عليها أن تحترم هذا الحجاب الذي يشكّل رمزًا من رموز العفة، وطريقة لتجنب ملاحقة نظرات الرجال للمرأة لرؤية مفاتنها.
.
البعض ينظرون للحجاب على أنه مجرّد غطاء للرأس، لكنّ معناه أعمق من هذا بكثير، فهو دليلٌ على طاعة المرأة لربّها، وغيرتها على جمالها ومفاتنها من الأعين المتطفلة، خاصة أنّ الحجاب يُخفي جزءًا كبيرًا من زينة المرأة ولا يُظهرها إلّا على محارمها.
.
بعض النساء المسلمات يرتكبن خطأ فادحًا في حق أنفسهنّ أولًا وفي حق الحجاب ثانيًا، خاصة أنهنّ يلتزمن بارتداء الحجاب في بعض المناسبات الدينية، ويتركنه فيما بعد، فالبعض منهنّ يلتزمن بالحجاب في أيام شهر رمضان المبارك، ثم يتركنه فيما بعد، وهذا فيه إساءة كبيرة لرمزٍ إسلامي وفريضة أمر الله تعالى بأدائها على أكمل وجه، لهذا فالالتزام بالحجاب وما يناسبه من لباسٍ شرعي يجب أن يكون دائمًا وغير مرتبط بوقت معين فقط.