آيات الله تعالى في كتابه العزيز كلها حجج وبراهين تظهر عظيم قدرته في خلقه المحكم والبديع .. فلما نقرأ قوله تعالى ( ولا الليل سابق النهار ) الآية نعلم منه أن لهاتين الآيتين اللتان سخرهما للأرض الليل والنهار حركة بدليل فعل ( السبق ) فهذا السبق فيه دلالة صريحة على حركة وهذه الحركة ليست حركة عادية بل حركة دائرية يومية فوق الأرض وحركة خطية في اتجاه القطب وهذه الحركة تتناسب مع حركة الشمس وهذا يجعلنا نعلم معنى اختلاف الليل والنهار وفي اختلافهما آيات تبصرنا بحقيقة مشاهدة في الواقع فتزول كل الشكوك .. فهذه الحركة الإنسيابية المحكمة لها علاقة مع حركة الشمس كما أراد الله تعالى .. وحتى نقترب أكثر لهذه الحقيقة نقرأ قوله تعالى في سورة الكهف ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ) الآية .. فهذه الآية تحمل من المعاني العظيمة الشيء الكثير ودالة على قدرة الله في تصريف خلقه .. ونعلم منه بيقين أن هناك حركة للشمس وهذا ينسف كل العلوم الخرقاء التي تدعي ثبات الشمس وما علينا إلا أن نثبت النموذج الصحيح لحركة الشمس التي جعلها الله تعالى آية مسخرة للأرض .. فحركة الشمس في طلوعها لم تكن تؤذي الفتية في الكهف حيث تطلع عليهم ذات اليمين فلا يصيبهم وهجها وحرارتها .. وإذا غربت كانت تقرضهم ذات الشمال أي تذرهم وتتركهم رحمة بمن في الكهف فهم في فجوة ومتسع في الكهف حتى تحفظ أجسادهم فلا تبلى وتتأذى .. وبهذه المعاني الدقيقة نعلم أن هذا من الآيات البرهانية لله تعالى المتصرف في خلقه كيف يشاء وأن الشمس تخضع لأمر الله في حركتها وسجودها فهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .. وهذا من علم الله الأكبر الذي لا صول فيه للبشر فإذا أراد الله تعالى أن يرحمك ويؤمنك فهو وحده القادر على ذلك .. فهذا من آياته وحججه للإهتداء فمن وفقه الله أصاب به سبيل الحق .. ومن لم يوفقه الله للإستدلال بها فلن تجد له وليا مرشدا
recent
آخر الأخبار
recent
recent
جاري التحميل ...
recent
جميع الحقوق محفوظة
موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى
