موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى موقع مجلة الوعي الفكري والثقافى
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

إلهة والحب والجمال والتضحية في الحرب




عشتار هي عند البابليين، ويقابلها لدى السومريين إنانا، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان. وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهرة
.
 وقد تعددت تصويراتها ورموزها وظهرت في معظم الأساطير القديمة وتغنى بحبها الشعراء وتفنن بتصويرها الفنانون بالرسم والنحت .
عشتار أو أشتار أو إشتار أو عشروت أو عشتاروت : هي إلهة الحب والحرب عند البابليين ، وكلمة عشتار بالعبرية معناها نجمة الصباح . وكان يرمز لها بالأسد . ومعبدها الرئيسي كان في نينوي عاصمة موصل وكان السومريون يطلقون عليها عناة والعرب يسمونها عثتر والإغريق يسمونها أفروديت . ظهرت أول مرة في بلاد سومر في جنوب العراق، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، وإما بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ وهو النجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب. وقد سمّاها السومريون ((عينانا)). وهي في أساطيرهم ابنة اللإله (سين) إله القمر. وأمها الإلهة ننكال، وأخوها الإله (أوتو) إلاه الشمس، وأختها الإلهة (إيرشيكال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات. وهي أعظم الآلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة الوركاء عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة. وقد لعبت دورا هاما في ملحمة جلجامش
عشتار هي إلهة الحب والخصب والحرب عند شعوب المشرق العربي القديم، عُبِدَتْ في سورية ومصر وبلاد الرافدين، وتفيد كلمة عشتار في الأكادية معنى الآلهة عامةً، وهي مأخوذة من اسم الإلهة السورية عطَّار، أما اسم عشتار في البابلية فيعني عيش الأرض .
 
تاريخها :
تعود جذور عبادة هذه الآلهة إلى السومريين الذين عاشوا في جنوبي بلاد الرافدين، وكانت تسمى عندهم إنانا (ملكة السماء)، وكان مركز عبادتها مدينة الوركاء Orchée السومرية (على ضفة الفرات)، وكان لها معبد في كل مدينة سومرية أو أكادية كبيرة، وخرجت عبادتها خارج حدود بابل إلى كل مدينة من مدن الدولة الآشورية، وعُبِدَت في المستعمرات الفينيقية في غربي البحر المتوسط، وسميت أفروديت Aphrodite عند الإغريق، بعد أن أخذ اليونان عبادتها من جزيرة قبرص، وأسماها الرومان فينوس Venus
صفاتها :
وصفت عشتار بصفات متعددة، ومن أهم صفاتها الخِصْب، بما في ذلك التكاثر ونمو الزرع وكثرة المحاصيل. وهي إلهة الحب والجمال، ويُلاحظ ذلك في الدمى الكثيرة التي صنعها لها الفنانون القدامى، وصوروها شابَّةً ممتلئةَ الجسم ذاتَ قوام جميل، وهذا يظهر أيضاً في بعض التراتيل والأشعار التي كتبها الشعراء البابليون عنها
من صفاتها المهمة أنها إلهة الحرب، ومن أسلحتها الفأس المزدوجة والسيف والقوس، ولقبوها في بلاد الرافدين بسيدة الحرب، وظلت تُعْرَفُ بهذه الصفة إلى آخر العصور التاريخية
رموزها :
أما رموزها التي ظهرت جلية في المنحوتات والأختام الأسطوانية، ولاسيما في عصري الوركاء وجمدة نصر فهي حزمة القصب ذات النهاية المعقوفة، والنجمة الثُّمانية إشارة إلى نجمة الزُّهْرة .
ورد اسم عشتار في نصوص كثيرة تعود إلى عصور مختلفة من التاريخ القديم، فقد كانت الشخصية الرئيسة في كثير من الأساطير والملاحم القديمة، فهي في ملحمة غلغامش إلهةٌ تستقطب بجمالها أنظار الرجال، ولها عشاق كثيرون، منهم الإله دوموزي (تموز)، ومنها أسطورة عشتار وتموز التي يرد فيها زواج عشتار من الإله تموز، وصار هذا الزواج من طقوس الخصب الرئيسة في بلاد الرافدين، وعُرِفَ بين المختصين بالزواج المقدس، وصار لهذا الحدث العظيم عيدٌ يُحتفَل بإقامته كل عام
من الملاحظ أن الكَّتاب الإغريق والهلنستيين اقتبسوا هذه الأساطير ونسجوا على منوالها أساطير أخرى متأثرةً بأساطير عشتار المشرقية مع تغيير في أسماء الآلهة، إذ نجد أسطورة عستارت وأدونيس التي تذكرِّنا بأسطورة عشتار وتموز، وتدور حوادث الأسطورة حول حب أفروديت الإغريقية للإله أدونيس، الذي تنتهي حياته إلى الموت، كما هي الحال في أسطورة عشتار وتموز الذي يلاقي النهاية ذاتها .
بقيت عبادة الإلهة عشتار منتشرة في العصور القديمة، من السومريين حتى الأكاديين والبابليين والآشوريين، وبقي اسمها بارزاً حتى بعد سقوط الامبراطورية الآشورية، وأطلق اسمها في العصر البابلي الحديث 625ـ 539ق.م على واحدة من أشهر بوابات العاصمة بابل، وهي تُعْرَفُ اليومَ ببوابة عشتار، وقد استمرت عبادة الإلهة عشتار حتى القرون الأولى لانتشار المسيحية، حتى قام الامبراطور المسيحي قسطنطين بهدم آخر معابدها في جبل لبنان بسبب طقوسه الجنسية أو ما يسمى بالزواج المقدس .
( عشتار ) تصور كشابة ممتلئة الجسم، ذات قوام جميل، وخدَّين مُفعمين بالحيوية، وعينين مُشرقتَين. يتوفَّر فيها إلى جانب جمالها الأخّإذ سموالروح، مع رهافة الطبع، وقوة العاطفة، والحنو على الشيوخ والأطفال والنساء.

وقع في غرامها الشعراء فخلّدوها بأعذب الأوزان وأحلى القوافي، وهام بحبِّها الأدباء، فوهبوها أجمل النصوص الملحميَّة. وعشقها الفنانون، فرسموها على أرشق الأختام الأسطوانية وصنعوا لها أرقى التماثيل التي تكاد تنطق بالحياة. وولع بها الموسيقيون فنغّموها لحناً راقصاً على أوتار العود وفوهة الناي

رمزية عشتار وغيرها من آلهة الأنوثة والخصوبة لدى كل الديانات البدائية كانت تُرمز ويشار اليها برموز مثل الشعلة الابدية النجمة الخماسية والوردة والقمر ومُثلت تارتاً تمتطي الاسد (وهو رمز حبيبها تموز) وتارتاً أخرى ترعى البقر (وصور قرنها الهلال) وصورت تحمل الأفعى رمزا للطب والشفاء .

يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أوزيس عشقها، ولم يكن أهل الأرض بعيدين ذلك العشق، كانت عشتار تدور بين عالم البشر، بحثاً عن الضحايا حتى وصلت إلى ملوك البشر فكانت تأخذ كل ما يملكون، وتعدهم بالزواج حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً. وبيوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها، وأغوتهُ عيون الفتاة، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن، فأخذت تأكل عشتار ثم رحلت، وفي اليوم التالي ذبح لها وفي الثالث فعل نفس الشيء، حتى لم يبق لدى الراعي شيء يقدمه لعشتار، سألها البقاء معه ولكنها رفضت وقالت: أنه لا يملك شيء يغريها بالبقاء معه ،فقام الراعي بسرقة شاة وأخذ يبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة على أمل أن تعود عشتار لتجلس معه.

وتسرد أسطورة سومريّة أخرى لنا كيف أن الإلهة اينانا نقلت ذات يوم شجيرة تنبت على ضفة نهر الفرات إلى مدينة الوركاء وزرعتها في "بستانها المقدّس" على أمل أن تنمو تلك الشجيرة وتصير شجرة سامقة الأغصان فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. وعندما كبرت الشجرة وحان وقت قطع أغصانها اكتشفت أن أفعى قد اتخذت من أسفلها مخبأ، وأن طيراً بنى في أعلاها عُشّاً، وأن عفريتة استقرت في وسط جذعها. فاستنجدت اينانا بأخيها أوتو إله الشمس الذي أسند المهمة إلى البطل المشهور جلجامش، فجاء هذا البطل متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة، واستطاع أن يقتل الأفعى، وعند ذاك فرّ الطير وهربت العفريتة إلى الخرائب المهجورة، فقطع جلجامش أغصان الشجرة وحملها هدية إلى اينانا لتصنع منها عرشاً وسريراً.

الاساطير :

وفقا للأساطير أيضا تزوجت الإله تموز زواجا قتل بعدة تموز، فحزنت عليه حتى بلغت حدا أبت تحت رزئه إلا النزول إلى عالم الموتى لترى تموز هناك. فاستاءت الأحوال على الأرض وتوقفت وانقطع النسل، فأرسلت السماء أمرا إلى العالم السفلي بإخلاء سبيل عشتار. عادت عشتار إلى الأرض ومعها عادت الحياة تموز. وكانت هذه القصة محورا أساسيا في الدين البابلي لفترة طويلة.

هبوط إنانا :

يعتبر هبوط إنانا إلى العالم السفلي أول ملحمة إنسانية حول موضوع الإله الفادي, بحيث تقوم إنانا بتضحية اختيارية وتنزل إلى العالم السفلي, بحيث تلبث ثلاث ايام, ثم يسعى خادمها الأمين لاستعادتها .

بوابة عشتار :

بوابة عشتار (بالإنجليزية: Ishtar Gate) بالسريانية ܕܵܪܘܲܐܙܲܐ ܕܥܵܐܫܬܲܪ) هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية. بناها نبوخذ نصر عام 575 ق.م. في شمالي المدينة اهداء لعشتار إلاهة البابليين. كشف المنقب الألماني روبرت كولدواي في عام 1899م عن أول معالم هذه المدينة. أن باب عشتار الأصلي قد تم الأستيلاء عليه من قبل الألمان في أيام الدولة العثمانية وقد تم تنصيبه ولا زال في متحف البرغامون في برلين.والبوابة على اسم الهة الزهرة (عشتار) وهي المتحكمة في امور البشر لانه عشيقة كبار الالهة (اونو، انليل، اشور) وأن بنوخد نصر الثاني بناها حبا لزوجتة .
مكسوة بكاملها بالمرمر الأزرق والرخام الأبيض والقرميد الملون. وكانت مزينة بـ 575شكلا حيوانيا بارزا منها التنين المعروف بالسيروش والثيران. فعلى جدرانها تماثيل جدارية تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى (مشخشو) وهو رمز الآلة مردوك. في الأصل كان يعتبر البوابة ، كونها جزءا من أسوار بابل ، واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم حتى في القرن 6 ، تم استبداله منارة الإسكندرية. بنيت أصغر استنساخ البوابة في العراق تحت حكم صدام حسين ومدخل المتحف الذي لم يستكمل. وقد وقعت الأضرار منذ الحرب على العراق .
وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار، وهي البوابة الرئيسة لسور المدينة الداخلي، والبوابة الرئيسة إلى شارع الموكب الذي يعد الشارع الرئيس لمدينة بابل والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الأحتفالات الدينية المعروف ببيت" أكيتو" ويخترق شارع الموكب من بوابة عشتار في اتجاهه نحو الجنوب، ثم بعد ذلك يمتد حتى يكون بالقرب من الجهة الشرقية للقصر الجنوبي.. ومن خلال البوابة العريقة يتم العبور إلى قناة" ليبيل حيكال" من خلال جسر خشبي إلى معبد (نابو شخاري) الواقع إلى الجهة الغربية. ويستمر الشارع جنوباً أيضاً بمحاذاة سور الزقورة ومعبد أيساكلا منعطفاً غرباً حتى يتم الوصول إلى نهر (أراختو) وهو الجدول المنساب بمياه نهر الفرات .
  
و لقد أطلق البابليون على القسم الشمالي من الشارع الذي يبدأ من بوابة عشتار شمالي المدينة الداخلية ثم يمتد جنوباً حتى ينحرف غرباً بين زقورة بابل ومعبد مردوخ متصلاً بالجسر المسمى جسر (بور- شابو) ومعنى هذا الاسم (لن يعبر العدو) والقسم الجنوبي من الشارع أطلق عليه اسم عشتار لاماسو أو مياشو وهي عبارة بمعنى عشتار حامية جيوشنا

و يبلغ أرتفاع باب عشتار مع أبراجه خمسين متراً وعرضها ثمانية أمتار وهو محاط بالأبراج الجميلة والعجيبة، وكانت المواكب تدخل من بوابة عشتار إلى المدينة الداخلية، ويعود بناء بوابة عشتار إلى حقبة سابقة لعهد نبوخذ نصر الكلداني، لكنه أعاد بناءها وتعميرها وتجميلها بحيث غدت أكثر جمالاً وتميزاً وهو من قام بتزيينها بالتنين والثيران، وبالطابوق المصقول المطلي، وهو من وضع الأبواب بعد أن قام بتغطيتها بالنحاس وثبت فيها مغاليق ومفاصل من البرونز .

عن الكاتب

مشرف الموقع

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...